اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
153246 مشاهدة print word pdf
line-top
شبهة: فضل الولي على النبي وتفنيدها

...............................................................................


من عقيدة بعض المشركين: أن الأولياء أفضل من الأنبياء وأن الأنبياء أفضل من الرسل، ويقول قائلهم:
مقــام النبــوة فــي بــرزخ
فُـوَيْـقَ الرسـول, ودون الـولـي
فيجعلون الولي هو الأعلى، ويجعلون دونه النبي، ويجعلون دونه الرسول، فيقولون:
مقــام النبــوة فــي بــرزخ
فُـوَيْـقَ الرسـول, ودون الـولـي
يعني: أَنْزَلُ من الْوَلِيِّ!
وإذا قيل لهم: إن محمدا خاتم الأنبياء؟! قالوا: إنه ليس خاتم الأولياء؛ فالأولياء لا يزالون يُوجَدُون!
ويَدَّعُون أن الولي يأخذ من الْمَعْدِن الذي يأخذ منه الملََك الوحيَ!، الْمَلَكُ الذي أنزل بالوحي كجبريل ونحوه، يأخذ من اللوح المحفوظ، أو يكلمه الله –تعالى- ويوحي إليه.
فيدعون أن روح هؤلاء الأولياء تصعد في الملأ الأعلى، وتصل إلى ما لا يصل إليه الْمَلَك، أو إلى موضع وصول الملك، وتأخذ من اللوح المحفوظ، وتطلع على العلوم الغيبية!!
فلأجل ذلك.. غَلَوْا في هؤلاء الذين سَمَّوْهم أولياء، وصرفوا لهم خالص حق الله؛ سواء كانوا أحياء، أو أمواتا، وعظموهم بما لا يصلح إلا لله.
فنقول لهم:
إنكم أَوَّلًا: عبدتم غير الله، والله -تعالى- قد أخبر بأن من عبد غير الله؛ فإنه مشرك يستحق النار، إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ .
ونقول لهم:
ثانيا: إنكم قد فضلتم البشر العاديين على أنبياء الله ورسله؛ فأنبياء الله يَنْزِلُ عليهم الْمَلَكُ، ويخبرهم بما أمرهم الله به، وأما هؤلاء الذين سميتموهم أولياء؛ فإنهم بشرٌ.
هم مثلكم.. إذا كانوا أهل تقى، فكونوا أهل تقى؛ حتى تكونوا مثلهم، إذا كانوا أهل عمل صالح، فاعملوا عملا صالحا؛ حتى تكونوا مثلهم؛ وبذلك لا يكون بينكم وبينهم فرق.
فلا تجعلوا لهم شيئا من حَقِّ الله، ولا تصرفوا لهم الدعاء مع الله، فكل من صَرَفَ شيئا من الدعاء أو العبادة لأية مخلوق -نبيا، أو وليا، أو جِنِّيًّا، أو ملكا، أو وليا، أو نحوه-؛ فإنه قد جعل مع الله إلها آخر، شاء أم أبى!

line-bottom